الفدرالية السورية بين الواقعية والأقليات

الجمهورية العربية السورية، هي دولة مقسمة النفوذ، فبعد اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١، وتحولها في العام ٢٠١٢ وفق تصنيفات الصليب الأحمر[1] إلى حرب أهلية، تقسمت هذه الدولة لعدة دويلات، حتى أصبحت في العام ٢٠٢٢ خمس دويلات مختلفة الإدارة

ضمن كل واحدة منها نرى تمركزات طائفية وقومية لها نفوذ وهيمنة على باقي المكونات المتواجدة الدويلة الواحدة، وهذه الدويلات هي

دويلة الأسد

تشمل هذه الدويلة محافظات (درعا، القنيطرة، دمشق، طرطوس، حمص، حماه)، بالإضافة لأجزاء من محافظات (اللاذقية، دير الزور، الرقة، حلب)، ووفق هذا الأساس تعد هذه الدويلة الأكبر مساحة بين باقي الدويلات، وهي الأكثر تنظيما بينها لوجود مؤسسات خدمية سابقة لم تتأثر بدمار الحرب


تخضع هذه الدويلة شكليا لدستور[2] تم اقراره عام ٢٠١٢، ولكن لا يتم العمل به، فمثلا تم الغاء قانون الطوارئ في ٢١ إبريل/ نيسان ٢٠١١[3]، الذي كان معمولا به منذ ٢٢ سبتمبر/ أيلول [4]١٩٦٣ استنادا للمرسوم التشريعي رقم [5]٥١، ومع ذلك تكتظ سجون دويلة الأسد بآلاف المعتقلين والمعتقلات الذين جرى اعتقالهم بدون أي مذكرات توقيف قضائية، والكثير منهم باتوا مغيبين قسريا، كما لا توجد معلومات كافية عن عدد المتوفين منهم أو المقتولين بسبب التعذيب الجسدي أو بسبب سوء التعاطي الصحي

يمتاز العلويين في دويلة الأسد، بسلطات تنفيذية عالية، مستفيدين من كون أغلب العاملين في مؤسسات الأمن والجيش هم من أبناء الطائفة العلوية، وهذا ما سعى الرئيس الراحل حافظ الأسد لتكريسه في عموم سوريا منذ توليه الحكم، وقد خص الأسد المناصب الحساسة بيد أبناء العشائر الكلازية من الطائفة العلوية التي ينتمي لها، وقدم مناصب محدودة لأبناء العشائر الحيدرية العلوية، ليشعر أبناء الطائفة الحيدرية بالدونية الاجتماعية مقابل العلوي الكلازي

باقي الطوائف في دويلة الأسد كانت مهمشة سياسيا، وتحولت حالة التهميش السياسي خلال الحرب الأهلية تجاه الطائفة السنية المسلمة إلى حالة عداء واضحة، حيث سعى العلويين عبر مؤسسات الأمن لمحاولة فرض شعور اقصائي عام تجاه السنّة، عبر وسمهم جميعا بأنهم داعمين للإرهابين وللجماعات الراديكالية المتطرفة

بإمكانكم تحميل الدراسة كاملة، من الملف المرفق، وهذه الدراسة معتمدة من المعهد التشيكي السلوفاكي للدراسات المشرقية
بقلم الباحث عصام خوري


[1] https://www.aljazeera.net/news/arabic/2012/7/15/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AA%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9

[2] https://www.constituteproject.org/constitution/Syria_2012.pdf?lang=ar

[3] http://arabic.people.com.cn/31662/7359082.html

[4] https://www.marefa.org/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A6_(%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7)

[5] http://www.cdf-sy.org/paper/rdif.htm

Leave a comment