جمهورية بلا كرامة

بقلم: عصام خوري

28/12/2007

maxresdefault.jpgاعتاد صحفيوا سوريا المستقلين تمجيد لبنان وتمجيد صحافتها، ولطالما وجدوا فيها المثال الواجب في أصول الديمقراطية التي حرموا منها مرارا وحتى هذه الساعة في بلدهم.
لكني وبكثير من الألم أصف سياسيوا لبنان كما يصفهم عموم الشارع السوري الفقير بعبارة “العلاكين”.


طبعا هذه المادة قد تكون أبعد ما تكون عن أصول اللباقة الصحفية التي يراعيها هواة الصحافة مثلي.
لكنها تحمل رسالة من مواطن سوري نحو سياسي لبنان.
لبنان هذا البلد الرائع الذي ترعرع بين جباله ومدنه الرائعة كل من زكي نصيف والأخوين رحباني، والموسيقي العبقري خليفة، وأحد أعمدة الأدب العربي والعالمي الفيلسوف جبران، هذا البلد الذي يحفل بشعر طلال حيدر البعلبكي الرائع، وتحليق الأروع نثرا وشعرا سعيد عقل…

ألا يخجل سياسيوه من هذا السجال المقزز يوميا، وألا تخجل الفضائيات العربية من هذا التضخيم الكبير لهذه الشخصيات التي لا تجرؤ أن تسير في الشارع بلا سيارات مصفحة.
هل يعقل أن لا يتنازل طرف لطرف آخر في ظل دستور أعوج عماده الرئيسي تكريس الطائفية السياسية، التي إن دلت على أمر فإنها تدلل عل مدى تخلف المنظومة الفكرية عند هذه الزعامات، التي تخشى أن تتوافق على تعديله فتخسر كل شعبيتها المستمدة من البرجوازية الدينية، التي لا نشاهدها في بلد آخر غير لبنان.
ألا يخجل هؤلاء السياسيين من التفاخر في مدى التزامهم في ما يدعى الديمقراطية التوافقية، التي أدت إلى شرذمة لبنان إلى مليشيات طائفية وأخرى برجوازية. هل نسي حماة الأرز المزعومين كل دروس الحرب الأهلية التي شردت أبناؤهم، وقتلت خيرة من لم يهاجرها…
ألا يخجل هؤلاء السياسيون من توجيه الاتهامات فيما بينهم، ودستورهم أساساً اعوج، ألا يخجلون من زيارة مدرج بعلبك واستذكار تاريخ فخر الدين، وهم يتبنون تاريخا رسمه أهل الطائف.
هذا الدستور المهين لسبع عشر طائفة تعيش أفراح وأتراح لبنان… هذا الدستور الذي لم يراعي دعاته سبب اغتيال جميع الشهداء “من الحريري الأب والقصير حتى الحاج”.
هذا الدستور لعنة على كل إنسان طامح لتحقيق العدالة الاجتماعية، قد لا نتجرأ أن ننادى بذلك في سوريا لكن لبنان أكثر من مهيأ لاستقبال نظام علماني يوحد بين طوائفه، فشعبه سئم الحرب، جرع من ويلاتها ما يكفي… فمن المهين للبنان أن يختزل بفريقين كلاهما أجرما سابقا بهذا الشعب.
هذا الشعب الذي عشق الفن والموسيقى والمسرح والشعر، هذا الشعب الذي تقبل زياد الرحباني بكل طوائفه، وحتى المتدينة منه، هذا الشعب الذي حمل السيدة نهاد حداد فيروزا أينما رحلوا وعاشوا.

 

Leave a comment